إلى أولياء الأمور.. حتى لا تقتلوا أولادكم خشية "الثانوية العامة"

إلى أولياء الأمور.. حتى لا تقتلوا أولادكم خشية "الثانوية العامة"
منذ 15 دقيقة

إلى أولياء الأمور.. حتى لا تقتلوا أولادكم خشية "الثانوية العامة" 16261_1

صورة أرشيفية

مع بداية امتحانات الثانوية العامة وحالة القلق والتوتر التى يعانيها الطلاب وقعت أول حالة انتحار بسبب الثانوية العامة هذا العام، فى محافظة البحر الأحمر حيث تناول علاء . ع مادة سامة بعد امتحان اللغة الإنجليزية، لعجزه عن الإجابة .
لم تكن حالة علاء هى حالة الانتحار الأولى فى الثانوية العامة ويبدو أنها لن تكون الأخيرة، ما دامت الثانوية العمة بعبع الطلاب وأولياء الأمور فى مصر، وقد سبقها فى الأعوام السابقة عشرات الحالات لطلاب انتحروا أو حاولوا الانتحار، بسبب صعوبة الامتحانات أو خوفا من بعض المواد التى يكرهونها أو بعد ظهور النتيجة.
وفى السطور التالية نحاول أن ننبه الأسر حتى لا يستمر نزيف انتحار الطلاب ولا تساهم دون أن تدرى فى الدفع بأبنائها نحو هذا المصير.

*"محمد" شنق نفسه رعبًا من الكيمياء و" ميرهان " ألقت بنفسها من الطابق السادس خوفًا من الميكانيكا

انتظرت الأم عودته بفارغ الصبر وظل والده يداوم على الإتصال بهاتفه المحمول بعد دقيقة واحدة من انتهاء امتحان الجبر، عرضت عليه الأم أن تذهب لتنتظره أمام باب اللجنة لتطمئن عليه فور خروجه ولكنه رفض بشدة وطمئنها قائلا: " أول ما أخلص هاطمنك".
كانت الأسرة تحلم بأن يلتحق ابنها محمد بكلية الصيدلة، تناديه أمه " دكتور محمد "، يكافح والده الموظف ويعمل ليل نهار، كى يوفر ميزانية الدروس الخصوصية وتدخل أمه فى " جمعيات " وتحاول التوفير من كل بنود الإنفاق، كى يدفع مصاريف الدروس الخصوصية والملازم والمراجعات النهائية.
أجلت الأسرة موعد زفاف ابنتها الكبرى هدى حتى لا تلزم نفسها بنفقات الجهاز قبل أن ينتهى محمد من المرحلة الثانوية، توفر الأم من نفقات كسوة باقى الأبناء، لا تفكر مجرد تفكير أن تشترى لنفسها فستانا أو عباءة أو حتى طرحة .." محمد أولى لحد ما نعدى من الثانوية العامة"، حالة طوارئ وتقشف يعيشها كل أفراد الأسرة حتى أشقاؤه الصغار الذين تدفع بهم الأم للنزول للعب فى الشارع حتى لا يزعجوا محمد وهو يذاكر.
كان محمد الطالب بالصف الثانى الثانوى والطالب بمدرسة أحمد لطفى السيد بالهرم يدرك حجم الضغوط والتضحيات التى تقدمها أسرته، أملا فى تحقيق حلمها بأن يلتحق ابنها بكلية الصيدلة، لم يوفر جهدا فى المذاكرة وسعى لتحقيق حلم أسرته بكل طاقته، لكن كانت مادة الكيمياء عقدته ، يشعر بالعجز وهو يحاول فهمها، لم يفلح الدرس الخصوصى الذى يدفع فيه 40 جنيها فى الحصة الواحدة فى فك هذه العقدة، كان يتمنى أن تلغى هذه المادة وألا يأتى يوم امتحانها.
وبدأت الامتحانات ومثل كل طلاب الثانوية العامة شعر محمد بالقلق والتوتر والخوف لكن تحول خوفه من الكيمياء إلى رعب دائم.
عاد من امتحان الجبر شاردا، فظنت والدته أن الامتحان كان صعبا ولم يستطع إبنها الإجابة عنه، ولكنه أكد لها أنه أجاب على جميع الأسئلة ولن يفقد سوى درجتين، إلا أنه أبدى تخوفه من إمتحان الكيمياء، وأشار بأنه يتمنى ألا يذهب لهذا الامتحان، طمأنته الأم قائلة : " اللى تخاف منه مايجيش أحسن منه، إن شاء الله الامتحان هييجى أسهل من الجبر"، بينما قال والده: " والله إحنا ما قصرناش معاك وعملنا كل اللى علينا الباقى على ربنا وعليك ولازم تشد حيلك".
لم يعلق محمد على كلمات والده ولكن ظل صداها يتردد فى أذنه، اتجه إلى غرفته قائلا: " أنا داخل أنام شوية وبعدين هاقوم أذاكر . "
حرصت الأم كعادتها على ألا يزعج أحد محمد حتى يستطيع النوم، أمرت أطفالها الصغار بالنزول للشارع حتى تحضر الغداء وتوقظ محمد.
جهزت الأم الغداء، أخذت تنادى على محمد "إصحى يامحمد الغدا جاهز، يالله يادوب علشان تتغدى وتبتدى مذاكرة "، لكنه لم يرد، أسرعت إلى الغرفة التى ينام فيها، فتحت الباب أطلقت صرخة زلزلت الأرض والسماء، فقدت وعيها حين وقعت عينيها على فلذة كبدها وهو معلق فى سقف الحجرة بعد أن شنق نفسه.
انتحر محمد العام الماضى لأنه خاف من مواجهة البعبع، انتحر هربا من امتحان الكيمياء وخوفا من الفشل فى تحقيق حلم والديه.
وفى نفس العام الذى انتحر فيه محمد لقى أحمد . م 17 سنة بالقسم الأدبى مصرعه ببنى سويف بسبب فشله فى حل الامتحانات، فساءت حالته النفسية، وأصبح منعزلا وانتهز فرصة بقائه وحده فى شقة خالية بالطابق الأعلى خصصتها الأسرة لمذاكرته وشنق نفسه بستارة علقها فى سقف الحمام.
وتسببت صعوبة الامتحانات فى إقدام بعض الطلاب على الانتحار داخل المدارس أو لجان الامتحان، ففى مدرسة العجوزة الثانوية وبسبب صعوبة امتحان الأحياء ألقى الطالب يحيى .ع 18 سنة بنفسه من الطابق الثالث فى المدرسة عقب خروجه من الامتحان، بينما ألقت طالبة بالصف الثانى الثانوى بالجيزة بنفسها من الطابق الثانى أثناء الامتحان بسبب عجزها عن حل امتحان اللغة الألمانية.
وانتحر وليد .خ من زاوية حات بأبوقرقاص بالمنيا شنقا بعد إعلان النتيجة ورسوبه فى الثانوية العامة.
وتسبب الخوف من امتحان التفاضل والتكامل فى انتحار حسن .م 16 سنة من بشتيل، وقبل ذلك انتحرت ميرهان فى الصف الثالث الثانوى ببورسعيد لخوفها من امتحان الميكانيكا بإلقاء نفسها من الطابق السادس بمنزلها قبل الامتحان.
كل هذه الحالات للانتحار وأكثر منها وقع فى الأعوام الماضية بسبب الضغوط الشديدة التى يتعرض لها طلاب الثانوية العامة، والتى مازالت مستمرة وتتزايد كل عام بما يعنى أن هناك المزيد من أبنائنا قد لا يتحملون هذه الضغوط ويصلون فى لحظات ضعف إلى التخلص من حياتهم هربا من شبح الثانوية العامة.

*انتبه هذه العلامات قد تكون مقدمة لانتحار الأبناء

فقدان الشهية أو زيادتها - فقد الإهتمام بالأشياء التى كان يحبها – الانعزال – العصبية – البكاء لأتفه الأسباب – التغير السريع فى الأراء والانطباعات –التهديد بالانتحار

د إيمان جابر نائب مدير إدارة الأطفال والمراهقين بالأمانة العامة للصحة النفسية، تؤكد أن حالات الانتحار فى فترة المراهقة تحدث نتيجة حالة الاندفاع والتهور التى تتسم بها هذه المرحلة ، وأنه يمكن أن يقدم الطالب على الانتحار بينما يعتقد الأهل أن ابنهم بعيد كل البعد عن هذا الاحتمال، وتضع الخبيرة النفسية بعض العلامات والملاحظات التى يجب أن تنتبه إليها الأسرة والتى يمكن أن تكون مقدمة لانتحار الطلاب ومنها:

- أن يميل الطالب للانعزال ويفقد القدرة على التركيز، وتتغير عاداته الغذائية فإما يفقد شهيته للطعام أو تزداد هذه الشهية بشكل ملحوظ .
- يصبح عصبيا ويفقد أعصابه لأتفه الأسباب أو يبكى بسهولة وقد يفقد اهتمامه بالأشياء التى كان يهتم بها ويحبها كالخروج مع الأصدقاء أو الذهاب للنادى أو غيرها.
- إضطراب الشخصية وتغير الانطباعات عن الأشياء بشكل سريع، وأحيانا يقوم بعض الطلاب بجرح أنفسهم جروح بسيطة.
- التهديد بالانتحار وقد لا تأخذ الأسرة هذا التهديد محل اهتمام فتفاجئ بحدوثه، خاصة إذا تزايدت أعراض الاكتئاب.

*تجنب هذه الأقوال والأفعال حتى لا تدفع بابنك نحو الانتحار

احذر كلمات مثل "يافاشل ويافالح " - لا تعقد مقارنات بين ابنك وأقرانه – لاتطمح فى درجات أعلى من مستواه – كافئه ولو بعزومة

وتؤكد خبيرة علم نفس المراهقين أن الامتحانات ليست السبب الرئيسى فى انتحار الأبناء ولكنها أعراض تظهر معها أمراض الشخصية، فالذى ينتحر طالب لا يستطيع التعبيرعن نفسه ولا يجد دعما من الأسرة، ولم يتعلم منها كيفية التعبير عن النفس ومواجهة المشكلات .

وتشير إلى أن الأسرة أحيانا قد تدفع الإبن للانتحار دون أن تدرى ببعض الأفعال والأقوال ومنها:
- أن تطلب من الإبن تحقيق مستو معين فى النتيجة يفوق قدراته، فمثلا يكون مستواه 70 - 80 % وتضغط الأسرة عليه للإلتحاق بكليات القمة فيشعر بالاكتئاب ويعرف أنها ستلومه ولن تقبل أى نتائج أقل من ذلك ومع تزايد الضغوط أو عجزه عن مذاكرة بعض المواد وحلها يصل إلى لحظة ضعف قد تؤدى للانتحار، لذلك لابد وأن تضع الأسرة والطالب أهدافا واقعية تتناسب مع قدراته ومستواه وأن تشجعه على أن يقوم بواجبه، وتؤكد له أنها ستقبل النتيجة أيا كانت طالما أدى ما عليه.
- مبالغة الأب والأم فى الاهتمام بالإبن والتدخل فى كل شىء فى حياته حتى فى طريقة مذاكرته وأحلامه بالكلية التى يريد الالتحاق بها يتساوى فى نفس النتائج، مع إهمال الإبن وعدم الاهتمام به وهو ما يخلق شخصا لا يستطيع الاعتماد على نفسه ولا يثق بها.
- تأنيب الإبن وإذلاله إذا لم يحقق النتيجة التى ترغب فيها الأسرة.
- إطلاق بعض الأسماء والألفاظ على الأبناء مثل " يافالح " " يافاشل" وغيرها يكون له تأثير بالغ عليهم حتى وإن لم يظهروا ذلك ويمكن فى لحظة الضعف والإحساس بالفشل أن تؤدى هذه الكلمات إلى الانتحار.
- المقارنات التى تعقدها الأسرة بين مستوى إبنها وزملائه أو أقاربه أو أشقائه، يكون لها ضرر بالغ ويشعر معها الطالب بالإحباط واليأس وفقدان الثقة بالنفس.
- لابد وأن تنتبه الأسرة أن بعض الطلاب قد يظهرون حالة من اللامبالاة وعدم الاهتمام كنوع من إثبات الرجولة والقوة، وهو ما يدفع بعض الأسر إلى التعامل معهم بعنف دون إدراك بأنها لامبالاة ظاهرية قد تخفى وراءها ضغوطا وتوترات نفسية كبيرة والتعامل العنيف معها بالتسخيف الذى يشعر معه الإبن أنه منبوذ ومكروه قد يؤدى إلى نتائج خطيرة منها الانتحار.
- على الأسرة ألا تحاول تغيير عادات الطالب فى المذاكرة وتدعه يذاكر بالطريقة التى تعود عليها ولا تعتقد أن الإنجاز فى المذاكرة بعدد الساعات فهناك اختلافات فردية بين الطلاب .
- من الخطأ أن تبدأ الأسر حالة الطوارئ مع بداية العام الدراسى أو قبله، فلا يمكن أن يتحملها الطالب عام كامل، وهذا سبب شكاوى أولياء الأمور بأن الإبن فقد قدرته على المذاكرة والتركيز فى نهاية العام ويعانى حالة اللامبالاة.
- يجب أن تعطى الأسرة الطالب إحساسا بالدعم والحب والثقة وأنها تقدر تعبه وأن تكافئه ولو بعمل طعام يحبه، وعندما ينتهى الامتحان نعطيه إحساسا بالإطمئنان وقبول النتيجة أيا كانت.

*حتى يتجنب الطلاب الضغط النفسى والعصبى

تشير د. إيمان جبر إلى عدد من النصائح التى تخفف من إحساس الطالب بالتوتر، وتساعده على أداء الامتحانات بشكل أفضل ومنها:
- التدريب على نماذج محاكاة للامتحان وذلك بحل امتحان فى نفس التوقيت المحدد لأداء الامتحان، وبنفس عدد الساعات المحددة له قبل موعد الامتحانات.
- ضرورة ضبط النوم قبل الإمتحان بأيام بحيث تنام عددا معقولا من الساعات، وتذاكر صباحا فى الموعد الذى ستؤدى فيه الامتحان وذلك لضبط الساعة البيولوجية فتصبح فترة الامتحان أكثر فترة تكون فيها قادرا على التركيز .
- التدريب على طريقة استعادة الذاكرة بالأسلوب الذى تعودت عليه سواء بوضع خطوط ملونة تحت المعلومات المهمة أو بالسماع عن طريق المذاكرة بصوت مرتفع أوبالكتابة بإعادة تلخيص ما قمت بمذاكرته.
- عمل جداول للمذاكرة تتناسب مع قدراتك على الإنجاز، سواء بالساعة أو باليوم وأن تحرص أن تكون هذه الجداول مريحة ومنطقية حتى تستطيع إنجاز ما حددته فيها.
- تجنب أن تظل ممسكا بالمذكرة أو الكتاب للقراءة والاسترجاع حتى دخولك اللجنة والبعد عن فكرة مذاكرة كل شىء ليلة الامتحان ومحاولة حشر وتخزين المعلومات حتى قبل الامتحان بدقائق، لأنها فكرة وأسلوب خاطئ لا يساعد على تخزين المعلومات، ولا يجعلك تتمكن من استرجاع هذه المعلومات وهو السبب فى شكوى الطلاب من أنهم قد ينسون معلومات ذاكروها للتو، مع ضرورة أن تنام جيدا ليلة الامتحان.
- التدريب على بعض التمرينات الرياضية وتمارين النفس لأنها تساعد على تقليل التوتر.
- التدريب على ضبط الوقت قبل الامتحان، ووضع ساعة أمامك أثناء الامتحان حتى تجيب على قدر الوقت المحدد.
- لا تستهين بمعلوماتك وإبدأ بالأسئلة السهلة حتى تشعر بالاطمئنان والثقة.

تحدثنا مع د يحيى الرخاوى أستاذ الطب النفسى عن انتحار الطلاب فأكد أنه لابد من تغيير نظرتنا وموقفنا من معنى الامتحان ومعنى الانتحار، لأنه آن الأوان أن نتحدث عن "انتحار وطن" بأكمله بسبب عدم قدرة أبنائه على استيعاب المسؤوليات الجديدة، والقيم الجديدة، والامتحانات الجديدة، مشيرا الى أن الانتحار عموما هزيمة والطالب القوى والوطن القوى لا ينهزم بسهولة، وأنه لا يجب أن نتعاطف مع لغة الهزائم.
وأشار قائلا : الأسرة المصرية أصبحت وحدة هلامية فى مجتمع يتفسخ و يجرى لاهثا للحفاظ على حاجاته الضرورية، وكانت مواسم الامتحان فرصة للصراخ والاحتجاج والدموع والرشاوى، ولم تتغير المسألة بعد مشروع الثورة إلا أن الأسرة أصبحت تحاط أكثر بالضياع، وهى لا تكاد تشعر بمعنى حقيقى شريف للحياة، وبالتالى فإنه يمكن أن تصل منها رسائل سلبية تقول للطالب: " ما جدوى كل هذا ؟ "
ويضيف : " كان يجب أن ننتهز فرصة الثورة ليكون الامتحان امتحانا حقيقيا، لا دفاعا عن كسالى، ولا هدهدة لمن لم يؤد واجبه، فمنذ سنوات فقد الامتحان معناه، وفقدت الدرجات معناها، تماما كما فقدت النقود قيمتها، والطالب المنتحر ليس إلا عرضا لمرض مجتمع بأكمله، لا لأن الامتحان جاء صعبا، ولكن ثقافة الحرب، وثقافة المقاومة، وثقافة الكدح حتى إلى وجه الله تراجعت لتحل محلها ثقافة المطالب الفئوية، وثقافة الصبر النافذ، وثقافة التغيير قبل التقييم، وثقافة الصياح والعويل .
ويؤكد د يحيى الرخاوى أنه من الممكن أن ينتحر الطالب المتفوق، خاصة أن معنى كلمة متفوق هذه الأيام إختلف، فهناك متفوق لأنه حصل على مجموع أكبر نتيجة قدرة أهله على توفير الدروس الخصوصية، ومتفوق لأنه أحب العلم وأتقن طريقة تحصيله، ومتفوق لأنه إبتدع طرقا جديدة تكنولوجية وغير تكنولوجية للغش، وما دمنا لم نعد نعرف معنى التفوق حتى فى السياسة، فكل شىء سلبى جائز لأى مواطن عاجز.
كما يؤكد أنه من الممكن أن ينتحر الطالب الذى يبدو عليه علامات اللامبالاة أو " التناحة " مؤكدا أن المنتحر لا ينتحر من فرط الكآبة والحزن، وخاصة فى مثل هذا النوع من الانتحار، وأنه شخص يائس غبى، وفى نفس الوقت مستسهل مستعجل، وهذه صفات ضحالة العواطف وليس عمقها، ومن هنا تأتى مثل هذه المفاجآت ..
ويضيف أن المنتحر لا يحتاج عادة لقشة تقصم ظهره، وأن كثيرا من حالات الانتحار هى محاولات غير جادة، لكن لخيبة من يقوم بها فإنه لا يحسن حسابات مدى الخطورة، وكأنه فى نهاية النهاية مات عن طريق الخطأ والغباء.
ويحذر الرخاوى الأسرة من الإهانات الجارحة للكرامة أو للحق فى الحياة.
ويؤكد أستاذ الطب النفسى على أن خير نصيحة للأسرة التى لديها طالب فى الثانوية العامة أن تعلمه كيف يؤكد علاقته بالله، وأن يعرف أن حياته شخصيا أمانة ليس من حقه التصرف فيها، وأنه كفرد إنما يمثل الوطن كله، وأن وجوده لا يتحقق بنجاحه فى امتحان ما، وإنما بحمل أمانة وطنه فى عنقه، وأن الدنيا لن تنهدم والقيامة لن تقوم إذا تعثر لا قدر الله وأن الذى يواصل هو الذى يصل.
كما يجب أن تتوقف الأسر عن إستعمال أبنائها وبناتها كمشروع استثمارى، وأن تقلل من النصائح قرب الامتحان، وأن تحترم الوقت، وأن توفر بديلا للنور إذا ما انقطعت الكهرباء!!!

ويضيف أن النصائح ليلة الامتحان تكاد تكون بلا فائدة خصوصا النصيحة بالتركيز، أو النصيحة بشحذ الذاكرة، لأن كل هذا ضد الطبيعة النفسية لعمل المخ البشرى، و كل المطلوب هو أن تطمئن الأسرة أن الطالب نام عددا معقولا من الساعات.

» ننشر قائمة أسماء أوائل الثانوية العامة ودرجاتهم
» وزير التعليم داخل غرفة عمليات امتحان الثانوية العامة
» "التعليم" تستقبل اليوم طلبات تظلم طلاب الثانوية العامة على النتائج
» أول شكاوى طلاب الثانوية العامة من امتحان اللغة الإنجليزية.. وبكاء بسبب طول الأسئلة وقصر الوقت.. وحالات إغماء بالمنوفية..
» خبراء عسكريون: القوات المسلحة تملك زمام الأمور.. ومهلة الـ48 ساعة كانت خطوة لإحباط تنفيذ أعمال إرهابية رصدها الجيش ولإبعاد المغرر بهم عن مسرح المواجه