[size=16]آداب المزاح في الإسلام
إن
الإنسان قد تمر به لحظات فتور عن العبادة , أو ملل من تكاليف الحياة
ومشاغلها , ويشعر بحاجة إلى شيء من الترفيه واللهو المباح , فيمزح مع أحد
من أهل بيته , أو أصحابه . وهذا مباح كان يفعله النبي صلى الله عبه وسلم ,
لكن ينبغي للمسلم أن يراعي في مزاحه أمورا وآدابا , ومنها:
=
الأدب الأول : النية الصالحة
فينوي
بمزاحه قطع الملل , وصرف السأم والفتور , والترويح المباح عن النفس ،
والأعمال بالنيات, فينبغي للمسلم أن يكون له في كل قول وعمل نية صالحة.
=
الأدب الثاني : عدم الإفراط في المزاح
فإن
بعض الناس قد يفرط في المزاح بما يتجاوز به الحد المقبول ، وغالبا ما يسقط
من عيون الناس فلا يهابونه ، بل يتجرئون عليه ، ويتطاولون عليه حتى
السفهاء منهم ، فمن كثر مزاحه نقصت مروءته وضاعت هيبته.
=
الأدب الثالث : عدم المزاح مع من لا يقبلونه
فإن
المرء قد يمزح مع بعض الناس الذين يحملون كل قول و فعل على محمل الجد ، أو
لا يحبون مزاح هذا الشخص بالذات ، أو نحو ذلك ، فلا ينبغي للمرء أن يمزح
إلا مع من يقبل منه المزاح .
=
الأدب الرابع : عدم المزاح في موطن الجد
وذلك
لأن هناك أحوالا لا يصلح فيها المزاح :/ كمجلس السلطان ، ومجلس العلم
ومجلس القاضي ، وعند الشهادة ، وعند الطلاق ، وغير ذلك ....
=
الأدب الخامس : إجتناب ما حرم الله أثناء المزاح
إذ لا يجوز المزاح واللهو بما حرم الله تعالى ، فمن ذلك :/
(1) ترويع المسلم على وجه المزاح
بعض
الناس قد يمزح أحيانا مع صاحب له ، فيعمل شيئا فيفزعه :/ كأن يلبس قناعا
مخيفا على وجهه أو يصيح به في الظلام أو يخفي عنه شيئا من متاعه أو غير ذلك
، فهذا لا يجوز ... فلا يجوز إخافة المسلم بحال لا هزلا ولا جدا
(2) الكذب في المزاح
إن كثيرا من الناس لا يبالي في مزاحه فيكذب هازلا بدعوى المزاح و الكذب لا يجوز بحال ،
و لهذا فقد كان النبي صلى الله عليه و سلم يصدق في المزاح و في الجد وكان
يقول صلى الله عليه و سلم : " إني لأمزح و لا أقول إلا حقا " و لهذا لا
يجوز الكذب في المزاح بحال ، وكثير من الناس يكذب في مزاحه ليضحك الناس و
خصوصا باستعمال النكات و غيرها و هذا لا يجوز أبدا فقد قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم : " ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له "
فهو كذب إضافة إلى ما فيه من العيب و القدح في طوائف من الناس .
(3) القدح في طائفة معينة من الناس
كالذي
يريد أن يمزح فيرمي طائفة معينة من الناس أو أهل بلد معين أو أصحاب حرفة
معينة بما يعيبهم ولا يقصد إلا المزاح بذلك و إضحاك الناس فهذا حرام جدا
(4) قذف الناس والإفتراء عليهم
و
هذا موجود كذلك يأتي بعض الناس فيمزح مع صاحبه فيسبه أو يقذفه أو يرميه
بالفاحشة كمن يقول لصاحبه : ياابن الزانية ! و نحو ذلك . وهذا واقع ومشاهد
للأسف بين طوائف من الرعاع وسفلة الناس . وهذا لا يجوز بل مثل هذا القذف
يوجب الحد ولو كان هزلا . ويجب اجتناب مثل هذه الأمور وغيرها مما حرم الله
تعالى .
=
الأدب السادس : البعد عن المزاح باليد والألفاظ القبيحة
فإن
هذا لا يحبه أكثر الناس و قد يتسبب في مشاكل بين الأصدقاء بحيث يتطور
المزاح إلى شجار واقتتال وقد سمعنا بالكثير من الحوادث التي حدثت من جراء
ذلك . فلا ينبغي التمازح باليد إلا لمن كانوا معتدين على ذلك أو يتقبلونه
من بعضهم كما كان أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم يتبادحون ( أي يقذف
بعضهم بعضا ) بالبطيخ أي بقشره بعد أكله ،
و
أما المزاح بالألفاظ القبيحة فلا يجوز بحال وقد قال تعالى " وقل لعبادي
يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا
مبينا " الإسراء : 53
فإن المؤمن لا يكون فاحشا ولا بذيئا أبدا
=
الأدب السابع : الإبتعاد عن كثرة الضحك
فإن
كثيرا من الناس يفرط في الضحك و القهقهة في مزاحه و هذا خلاف السنة فقد
حذر النبي صلى الله عليه و سلم من كثرة الضحك فقال " لا تكثروا الضحك فإن
كثرة الضحك تميت القلب " وكذلك كان صلى الله عليه و سلم لا يضحك إلا تبسما
أما كثرة الضحك فإنها تقسي القلب جدا و تميته وأما القهقهة الشديدة فإنها تقسي القلب كذلك كما أنها تذهب الهيبة و الوقار
=
الأدب الثامن : أن يكون أكثر المزاح مع من يحتاجون إليه
كالنساء و الصغار و نحوهم و هكذا كان حال النبي صلى الله عليه و سلم كما سيأتي :
فهذا آخر ما يسر الله من آداب المزاح و عدتها ثمانية آداب
و الحمد لله رب العالمين
أرجو أخذ الكلام علي محمل الجد
[/size]