هناك في عالم كرة القدم أسئلة نخشى ان نطرحها… أسئلة نتطلع الى تفاديها…
لأن أجوبتها قد تكون مؤلمة أو ملغمة أو مخيفة… في هذه الفقرة سنفتح الباب
على مجموعة من الهواجس لنتناقشها بتفصيل بسيط وقد نصل الى نتيجة تكون مرضية
للجميع… مجرد محاولة لجعل الامور المحيرة تبدو بسيطة ومنطقية…
قد لا تكون مشكلة كبيرة في الوقت الحالي، عندما يرفض النجم الأول في
الفريق تمديد عقده لخمس سنوات اضافية، خصوصاً أن عقده الحالي سينتهي في
2015، لكن يمكن قراءة ما بين السطور عندما رفض النجم البرتغالي كريستيانو
رونالدو البحث في تمديد عقده حتى 2020 رغم الزيادة المادية في العقد
الجديد… هل هذا الرفض مؤشر لأمر ما؟
رونالدو سينهي مسيرته في مدريد… ليس هناك ناد أكبر من الريال
ربما، لكن عقلية نجوم كرة القدم لا تعمل وفق هذا المنطق، فهناك أكثر من
عامل يلعب دوره قبل اعتبار النجم وفياً وصاحب ولاء لناديه، وحتى أمر
التمديد ليس قرار كريستيانو وحده، فمدير أعماله جورج مينديز يلعب دوراً
كبيراً ومؤثراً في قرار التمديد من عدمه.
لكن ما هي العوامل التي تؤثر على اتخاذ مثل هذا القرار
أولاً سن النجم… فالمعلوم ان اللاعب عندما يصل سن الثلاثين يبدأ في التفكير
بابرام آخر عقد كبير مادياً ممكن أن يحصل عليه قبل اعتزاله، بغض النظر عن
الطموح وحجم النادي الذي يلعب له والألقاب، فرونالدو في السابعة والعشرين
من العمر حالياً، وهو بنهاية عقده الحالي سيصبح في الثلاثين من عمره،
وبالتالي سيفضل أخذ قراره في الوقت المناسب.
ثانياً، راتب اللاعب، فرغم ان عقد التمديد يشمل ثلاثة ملايين يورو اضافية
على الـ12 مليوناً التي يتقاضاها سنوياً حالياً، الا ان الاغراءات باتت
كثيرة ببروز أندية يملكها أثرياء لا يترددون في دفع رواتب خيالية لنجوم من
الطراز الرفيع ككريستيانو، ولهذا السبب سيفكر في ما حصل مع ايتو ودروغبا
وأنيلكا وغيرهم من النجوم الذين ذهبوا الى أندية مغمورة في دوريات ضعيفة
لكنهم حصلوا على رواتب ضخمة، عدا عن القانون الاسباني الجديد في نسبة
الضرائب التي سيتعين على الاجانب دفعها، وهي تفوق نسبة 50 %، أي أكثر من
نصف ما يتقاضون.
ثالثاً، الولاء، فمهما بلغ ارتباط النجم بناد وجماهير هذا النادي، فان صفة
الوفاء والولاء من أندر الصفات في عالم كرة القدم، لان في النهاية يصبح
المال على قمة الأولويات.
لا أرى رونالدو يذهب الى الصين او الى أنجي الروسي حتى لو دفعوا أكثر
هذا ما قاله كثيرون على ايتو ودروغبا، لكن أعتقد ان رفض كريستيانو التمديد
في الوقت الحالي لن تعني الكثير سوى انه يبحث عن الوقت المناسب قبل ان
يختار قراره، وهو ما قد يعني الانتظار حتى العامين المقبلين قبل ان يقرر
التمديد او الرحيل.
الخلاصة: قرار رونالدو في رفض التمديد في الوقت الحالي كان حكيماً…
الريال حاول استباق الاجراءات الجديدة في تغيير قانون الضرائب التي قد تنفر
النجوم الاجانب، لكن التفاوض الافضل للطرفين على التمديد يجب ان يتم في
العامين المقبلين وليس الآن.