Admin Admin
عدد المساهمات : 425 نقاط : 50293 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 05/06/2011
| موضوع: الغضب والقلق والامل الخميس يونيو 16, 2011 2:22 pm | |
|
[size=25]الأيام التسعون الماضية منذ سقوط النظام السابق علمتنا أن ننظر وراءنا في غضب بحجم الفساد الذي ظهر.. والأحداث التي مازلنا نعيشها تبعث فينا القلق بالأمن المنقوص تارة وبالتشوهات التي تميز الساحة السياسية تارة أخري. غير أن عمق التغيير
الذي جاءت به الثورة يبعث قينا الأمل في غد أفضل مهما تكن شدة الغضب ومهما تكن مشاعر القلق. خديعتنا فينا كان تستحق الغضب وخوفنا علي حاضرنا يوجب القلق وآمالنا العريضة في المستقبل تبعث كثيرا من الثقة. حجم الفساد المتداول عبر وسائل الاعلام كان هائلا وليس من وظيفة الناس أن تتولي عن وسائل الإعلام مهمة التدقيق في حجم الأموال المنهوبة أو المفقودة. خاصة أن يد العدالة تفتح في كل يوم أبواب السجن التحفظي لعشرات من طواويس النظام السابق بتهم الفساد والتحريض علي قتل الأبرياء في انتظار ما أنكروه طويلا من العدالة التي ناصبوها العداء. كشفت الأيام الماضية عن بقايا دولة استترت بالقوة والبطش والكذب والادعاء أحوال جميعها تستثير الغضب والسخط علي السنوات التي ضاعت وأضاعت معها دولة تهيأت لها سبل التطور والنمو. وكان بوسعها أن تنضم إلي قائمة الدول التي تجاوزت حدود العوز والتخلف. من حق الناس في مصر أن تنظر وراءها في غضب يطهرهم من أخطاء الماضي حين صدقوا وحين اسلموا أمرهم بغير حساب لغيرهم. وأن يعبروا عن ذلك بكل وسائل التعبير. غير أن الأيام تمضي مخصومة من رصيد الشعوب. والغضب وحده لن يبني دولة ولن يقيل أمة من عثرتها إلا بقدر ما كان قوة دافعة لنقض الماضي وتمهيد الأرض لبناء جديد. نحن مع وسائل الإعلام مشغولون قسرا بملاحقة المخطئين ومحاسبة المفسدين والفاسدين وهي قضايا سوف تستغرق وقتا نحتاجه أيضا للتخلص من قلق الحاضر وبعث الأمل في المستقبل. قامت الثورة من أجل العدالة بكل صورها وأصبح أمر رجال العصر السابق موكولا إلي العدالة نتابعها ولا ننشغل بها عن أسباب قلق الحاضر والأمل في المستقبل. جهود استعادة الأمن تبدد شيئا فشيئا قلق الحاضر, غير أن التشوهات التي تميز الساحة السياسية المصرية تمتد بقلق الحاضر إلي المستقبل فالساحة السياسية الآن تبدو وكأنها مختزلة إلا قليلا في تيارات الإسلام السياسي. فهي الأكثر انتشارا عبر وسائل الإعلام وهي الأكثر قدرة علي تخدير المشاعر السياسية بخطاب ديني عاطفي في معظمه. هذا الانتشار يثير قلق الكثيرين وهو قلق يستمد أسبابه من التاريخ القريب والبعيد ومن طبيعة الفكر الذي تطرحه تلك التيارات ومن تجارب الآخرين. أكبر تلك التيارات ملأ الشوارع بلافتات ترجو المصريين أن يسمعوا منهم ولا يسمعوا عنهم, وهو شعار يؤ كد إدراكهم لمخاوف قطاع كبير من المصريين من ذلك الفصيل السياسي الذي يبدو للكثيرين وكأنه يغرد منفردا خارج سرب الحياة المصرية. د.حمدي حسن أبو العينين
هذا الانتشار الواضح عبر وسائل الإعلام لا يعكس قوة حقيقية لتلك التيارات بقدر ما يعكس طبيعتها التنظيمية وعاطفية خطابها في مجتمع شديد الولع بالطقوس الدينية وغياب التيارات السياسية الأخري فكرا وتنظيما وحضورا ورموزا, غير أن الحرية ليست علي الدوام في مصلحة تلك التيارات التي أفادت كثيرا في انتشارها مما تعرضت له من قهر سياسي, فقد اكتسبت شعبيتها من حب البعض فيها ونكاية من الكثيرين في النظام السياسي الذي قهرها وغيرها من التيارات. فالحرية ينبغي أن تأتي بالعدالة من جميع الأطراف ولن تصبح حكرا علي تيارات الإسلام السياسي كما كانت في زمن الطغيان, فقد ارتبطت قوة تلك التيارات باختلال العدالة وإخفاق التنمية في كثير من النظم السياسية المعاصرة في العالم الإسلامي, يبدي الكثيرون تخوفهم من وصول الإسلام السياسي إلي سدة الحكم باعتبار ذلك نهاية مبكرة للاختيار الديمقراطي, وهو تخوف ليس له ما يؤكده في ظل التغيرات المتلاحقة في مصر والعالم ومهما يكن أمر التشوه في الساحة السياسية الراهنة وما يثيره من قلق, الا أن التحول نحو المنافسة السياسية الحقيقية ووضع ضمانات قوية لاستمرارها كفيل بتبديد القلق الراهن. غير أن المنافسة السياسية مرهونة بظهور تيارات سياسية جادة معبرة عن طموحات المصريين وقادرة علي مواجهة مشكلاتهم لقد تنازلت الحكومة عن بعض مهامها لمصلحة بعض دعاة تلك التيارات. في أطفيح وقنا تولي هؤلاء الدعاة مهمة المصالحة التي هي وطنية في الأساس. ورغم فشلهم في الأولي استمرت الاستعانة بهم في الثانية دون جدوي, أصبح لتلك التيارات رموز فرضت وجودها علي الخطاب الديني والسياسي بينما الأزهر ودعاته مشغولون براوتب مستشاري شيخ الأزهر يحاصر رجاله شيخهم الجليل غير عابئين بالثمن الذي دفعناه حين تراجع دورهم, واخيرا نحتاج إلي الأمل نعبر به فوق مشاعر الغضب من الماضي والقلق علي المستقبل والأمل الذي نريده ليس حالة من التمني تكتنف مستقبل مصر وإنما حالة من الاستعداد الكامل لما سوف تأتي به الأيام بعيدا عن ملفات الفساد هناك عشرات الملفات التي تحتاج ـإلي رؤية جديدة وتفكير مختلف لبناء مصر التي نريدها مساحات من الوقت الضائع في تفجير الغضب مما كان وإشعال القلق علي ما هو واقع يمكن أن تمد أنظارنا إلي المستقبل نبدأ حواراتنا حول التعليم الذي نريد والثقافة التي نحتاج والصحة والنقل والزراعة والصناعة والسياحة. صحيح أن مساحات الغضب والقلق توفر شعبية طاغية لوسائل الإعلام ولكنها تستهلك منا أكثر مما تستحق من الوقت والجهد. ربما كانت الصحافة القومية ومعها قنوات التليفزيون ومحطات الاذاعة الرسمية هي الأكثر قدرة الآن علي أن تتجاوز بنا مقتضيات الغضب علي ما كان والقلق مما نحن فيه إلي قادم الأيام لنعرف إلي أين نحن ذاهبون, لقد تحررت تلك الوسائل من سيطرة النظام السياسي وآن لها ان تقود الحكومة والمجتمع معا نحو الافضل والانفع لمصر, لم يعد الخطاب الحكومي قادرا علي تخفيف القلق أو توجيه الانظار إلي المستقبل, فالخطاب الحكومي الذي ظل عقودا طويلة مهيمنا ومسيطرا بمعلومات مغلوطة وتبريرات ملفقة تواري بعد الثورة إلي الظل يظهر علي استحياء بقليل من المعلومات وندرة في الرؤي المستقبلية, وحين قرر الدكتور عصام شرف ان يزيد قليلا من خطابه السياسي اختاران يطل عبر شاشة التليفزيون ليذكرنا بحديث المدفأة للرئيس الأمريكي روزفلت في أربعينيات القرن الماضي, وهو شكل من الخطاب يفتقر الحيوية اللازمة والتفاعل المطلوب, تحتاج الحكومة إلي خطاب مختلف يشارك فيه وزراؤها الذين اصبحنا بالكاد نتذكر بعض اسمائهم لطول غيابهم, ربما كان هؤلاء الوزراء قانعين بمهمة تسيير الأعمال, ولكننا بحاجة أيضا إلي ان نعرف كيف يتم تسيير الأعمال, حتي تأتي وزارات رسم السياسات في المستقبل, نحن بحاجة إلي نافذة تفتحها وسائل الاعلام علي المستقبل, حيث الامل إلي جانب النوافذ الكثيرة المفتوحة علي الماضي والحاضر غضبا وقلقا. [/size] | |
|
parting tear عضو مميز
عدد المساهمات : 100 نقاط : 49020 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 01/07/2011 العمر : 28
| موضوع: رد: الغضب والقلق والامل السبت يوليو 02, 2011 9:36 am | |
| | |
|