13:12
قتلى فى اللاذقية
عمان (رويترز)
قال سكان، إن دبابات سورية فتحت النار على أحياء سكنية فقيرة
للسنة فى مدينة اللاذقية اليوم الثلاثاء، فى اليوم الرابع لهجوم عسكرى على
المدينة الساحلية الشمالية يهدف لسحق احتجاجات على حكم الرئيس السورى بشار
الأسد.
وأضاف ساكن يعيش قرب حيين سنيين بالمدينة "تقصف نيران كثيفة من البنادق
والانفجارات حى الرمل الفلسطينى (حيث يعيش لاجئون فلسطينيون) وحى الشعب،
هذا الصباح هدأ الأمر وهناك صوت نيران دبابات متقطعة الآن".
وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية وهو جماعة للنشطاء، أن ستة بينهم شخص
يدعى أحمد صوفى (22 عاما)، قتلوا فى اللاذقية أمس مما يرفع عدد قتلى
المدنيين فى المدينة إلى 34، بينهم طفلة تبلغ من العمر عامين.
ووسع الأسد الذى ينتمى إلى الاقلية العلوية فى سوريا هجوما عسكريا على
المدن والبلدات التى يطالب فيها متظاهرون منذ منتصف مارس آذار بالإطاحة به.
وتزامنت الحملة مع بدء شهر رمضان، وأصبحت صلاة التراويح فرصة لخروج المزيد من الاحتجاجات على حكم حزب البعث الممتد من 41 عاما.
واقتحمت القوات السورية مدينة حماة التى شهدت حملة عنيفة شنها الجيش فى عام
1982، كما هاجمت مدينة دير الزور الشرقية والعديد من البلدات الواقعة فى
شمال غرب سوريا فى محافظة على الحدود مع تركيا.
وحث وزير الخارجية التركى أحمد داود أوغلو الأسد على وقف هذه العمليات
العسكرية الآن، وإلا سيواجه عواقب غير محددة، وقال داود أوغلو فى أقوى
تحذير توجهه أنقرة حتى الآن لسوريا جارتها التى كانت حليفة مقربة لها يوما
ما "هذه كلمتنا الأخيرة للسلطات السورية، أول ما نتوقعه هو أن تتوقف هذه
العمليات على الفور وبلا شروط"، وأضاف فى مؤتمر صحفى بأنقرة دون أن يقدم
تفاصيل "إذا لم تتوقف هذه العمليات فلن يبقى ما نقوله بخصوص الخطوات التى
ستتخذ".
وزاد إحباط الزعماء الأتراك الذى حثوا الأسد مرارا على إنهاء العنف والسعى
لتنفيذ إصلاحات، وأجرى داود أوغلو محادثات مع الرئيس السورى فى دمشق
الأسبوع الماضى.
وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية، أن القوات هاجمت أيضا قرى فى سهل
الحولة شمالى مدينة حمص أمس الاثنين، وقتلت ثمانية أشخاص بعدما داهمت منازل
وقامت باعتقالات، وأضاف أن أربعة قتلوا فى حمص فى هجمات مماثلة.
ومثلما حدث فى المدن الأخرى التى هاجمتها القوات السورية، قال سكان إن
الدبابات والعربات المدرعة انتشرت حول أحياء المعارضة فى اللاذقية، وقطعت
الخدمات الأساسية قبل المداهمات والاعتقالات والقصف.
وقال شاهد آخر أمس "يحاول الناس الفرار لكن لا يمكنهم مغادرة اللاذقية،
لأنها محاصرة، أقل ما يمكنهم فعله هو الانتقال من منطقة لأخرى فى المدينة".
وأوضح مسئول فى الأمم المتحدة، أن الآلاف فروا من مخيم للاجئين الفلسطينيين
فى اللاذقية، حيث هرب البعض من إطلاق النار وغادر آخرون امتثالا لأوامر من
السلطات السورية.
وقال كريستوفر جانيس وهو متحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين
التابعة للأمم المتحدة (أونروا): "فر ما بين خمسة آلاف وعشرة آلاف.. لا
نعرف أين ذهب هؤلاء الناس، لذا فالأمر يبعث كثيرا على القلق".
وحثت الرئاسة الفلسطينية فى مدينة رام الله بالضفة الغربية دمشق على الحفاظ على حياة اللاجئين الفلسطينيين فى مخيم الرمل باللاذقية.
وذكرت لجان التنسيق المحلية وهى جماعة أخرى للنشطاء أن لديها أسماء 260
مدنيا على الأقل بينهم 14 امرأة ورضيعان، قتلوا هذا الشهر، وأضافت أن العدد
الفعلى للقتلى يرجح أن يكون أكبر بكثير من المعلومات القليلة التى جاءت
حتى الآن من مدينة حماة، التى ما زالت تحت حصار القوات وأفراد الشرطة
السرية.
ومنعت سوريا معظم وسائل الإعلام المستقلة من العمل فيها منذ بدء التوتر،
مما يجعل من الصعب التحقق من التقارير، التى ترد من البلاد، وقال سكان
وجماعات حقوقية إن سفنا تابعة للبحرية السورية قصفت الأجزاء الجنوبية من
اللاذقية يوم الأحد، وأضاف طالب جامعى إن نحو 20 ألفا فى مناطق مختلفة
بالمدينة شاركوا فى مظاهرات مناهضة للأسد خرجت بعد صلاة التراويح.
ونفت الوكالة العربية السورية للأنباء قصف اللاذقية من البحر وقالت إن
اثنين من رجال الشرطة وأربعة مسلحين مجهولين قتلوا، بينما كانت قوات الأمن
تلاحق من وصفتهم بأنهم مسلحون كانوا يروعون السكان ويطلقون نيران البنادق
والمتفجرات من فوق الأسطح ومن وراء حواجز، وأفادت وزارة الخارجية الأمريكية
أمس أنه لا يمكنها تأكيد أن البحرية السورية قصفت اللاذقية.
وقالت متحدثة باسم الوزارة تدعى فيكتوريا نولاند "يمكننا تأكيد أن هناك
مدفعية فى المدينة، وأن هناك إطلاق نار على أبرياء مجددا على نسق المجزرة
التى رأيتوها فى أماكن أخرى".
وعلى عكس معظم المدن السورية ذات الأغلبية السنية فإن اللاذقية بها عدد
كبير من العلويين، ومن أسباب هذا أن الأسد ووالده الرئيس الراحل حافظ الأسد
شجعا العلويين على الانتقال من منطقة الجبال القريبة التى يقطنوها عن طريق
عرض أراض بسعر رخيص ووظائف فى القطاع العام والأجهزة الأمنية عليهم.
ولعب ميناء اللاذقية دورا كبيرا فى سيطرة أسرة الأسد على الاقتصاد، حيث كان
جميل العم الراحل لبشار يسيطر فعليا على الميناء، ويتولى جيل جديد من
أفراد الأسرة وأصدقائهم السيطرة عليه.
وذكرت الوكالة العربية السورية الرسمية للأنباء، أن الأسد عين محافظا جديدا
لحلب بعدما امتدت احتجاجات تنادى بالديمقراطية إلى عاصمة المحافظة، وهى
المركز التجارى الرئيسى فى البلاد.
وقال ناشط طلب عدم نشر اسمه "يلعب نظام الأقلية بالنار، نصل إلى نقطة يفضل
فيها الناس فى الشارع حمل أى سلاح يمكنهم الحصول عليه والقتال به، بدلا من
الانتظار حتى يطلق النار عليهم أو يعتقلوا أو يتعرضوا للإهانة".
وأضاف: "نرى حربا أهلية فى سوريا لكنها من جانب واحد، الأمل هو أن تسقط
احتجاجات الشوارع والضغط الدولى على النظام قبل أن يقتل المزيد من السوريين
ويدفعهم لحمل السلاح".
وتقول جماعات حقوقية إن 12 ألفا على الأقل اعتقلوا منذ بدء الاحتجاجات،
ويوجد فى سوريا آلاف السجناء السياسيين أصلا، وتوضح منظمة العفو الدولية
أنها أدرجت أسماء 1700 مدنى قتلوا فى سوريا منذ منتصف مارس، وتقول واشنطن
إن العدد يصل إلى ألفين بينما تقول دمشق إن 500 من أفراد الجيش والشرطة
قتلوا.
وتسببت هجمات قوات الأمن السورية فى تصعيد الإدانة من الغرب وتركيا ودول عربية فى الآونة الأخيرة مثل السعودية والأردن.
وتريد واشنطن، أن تبحث أوروبا والصين فرض عقوبات على قطاع النفط والغاز
الحيوى فى سوريا، ودعت ألمانيا أمس إلى المزيد من عقوبات الاتحاد الأوروبى
على سوريا، وحثت مجلس الأمن الدولى على مناقشة الهجمات السورية مجددا هذا
الأسبوع.