تقرير أعده منتدى أمريكي متخصص في الأديان أن عدد المسلمين في العالم بلغ
1.57 مليار نسمة، وهو ما يعادل ربع سكان العالم، وأن العدد الأكبر من
المسلمين يعيشون في آسيا.
ويقدم
التقرير الذي أعده منتدى "بيو" الأمريكي للدين والحياة العامة، ونشرته
وسائل إعلام أمريكية مؤخرا صورة قد تكون غير متوقعة للبعض عن عدد المسلمين
في دول العالم. وكان فريق المنتدى قد قضى حوالي 3 سنوات في إعداد التقرير
وتحليل نتائجه واعتمد على بيانات من 232 دولة وإقليما في العالم. ويشير
التقرير إلى أن عدد المسلمين في ألمانيا أكثر من عددهم في لبنان، وعددهم
في الصين أكثر من سوريا، وعددهم في روسيا يفوق عددهم في الأردن وليبيا
معًا، وعددهم في إثيوبيا يماثل تقريبًا عددهم في أفغانستان. ويذهب العديد
من المهتمين الى أن هذه المعلومات تمحو الفكرة السائدة القائلة إن المسلمين
هم العرب والعرب هم المسلمون. ويوصف
التقرير بحسب مسؤولي المنتدى بأنه الأكثر شموليةً لعدد معتنقي الإسلام في
العالم وتوزيعهم الديموغرافي، مقارنةً بعدد المسيحيين في العالم الذي
يقدَّر- حسب المنتدى- بما بين 2.1 و2.2 مليار مسيحي.
ويؤكد
التقرير أنه بينما يتركز الثقل الإسلامي في الشرق الأوسط، فإن العدد
الأكبر من المسلمين يعيشون في آسيا، حيث يوجد هناك أكثر من 60% من عدد
المسلمين في العالم. ويوجد نحو 20% من المسلمين في الشرق الأوسط وشمال
إفريقيا، و15% في دول جنوب الصحراء الإفريقية، و2.4% في أوروبا، و0.3% في
الأمريكيتين، ويعيش نحو 317 مليون مسلم -أي خمس عدد المسلمين في العالم- في
بلدان لا يشكل المسلمون أغلبية فيها.
ويتركز
نحو ثلاثة أرباع المسلمين الذين يعيشون كأقليات في خمسة بلدان، وهي حسب
التقرير: الهند (161 مليون مسلم)، وإثيوبيا (28 مليون مسلم)، والصين (22
مليون مسلم)، وروسيا (16 مليون مسلم)، وتنزانيا (13 مليون مسلم). ويذهب
التقرير إلى أن ثلثي المسلمين يعيشون في عشر دول، ست منها في آسيا
(إندونيسيا وباكستان والهند وبنجلاديش وإيران وتركيا)، وثلاث في شمال
إفريقيا (مصر والجزائر والمغرب)، ودولة واحدة في دول جنوب الصحراء
الإفريقية وهي (نيجيريا).
ويشير
التقرير الأمريكي إلى أن الهند التي تقطنها غالبية هندوسية تضم من
المسلمين أكثر من أي دولة إسلامية باستثناء إندونيسيا وباكستان، كما تضم
الهند ضعفي عدد المسلمين في مصر، التي تعد أكبر دولة عربية. ويظهر
التقرير أن عدد المسلمين في إثيوبيا يماثل تقريبا عددهم في أفغانستان، وأن
حوالي ثلثي المسلمين موجودون في آسيا، وينتشرون في منطقة تمتد من تركيا
غربا حتى إندونيسيا شرقا. وتضم
إندونيسيا أكبر عدد من المسلمين (203 ملايين مسلم أو 13% من عدد المسلمين
في العالم)، أما أوروبا فيقطنها 38 مليون مسلم، من بينهم أكثر من أربعة
ملايين مسلم يعيشون في ألمانيا وحدها. ومن بين نحو 4.6 ملايين مسلم يعيشون
في الأمريكيتين، يوجد أكثر من نصف هذا العدد في الولايات المتحدة حيث
يشكلون 0.8% من العدد الكلي للسكان، ونحو 700 ألف مسلم في كندا. واعتبر
الباحثون العاملون على التقرير أنه مليء بالتفاصيل التي أثارت دهشتهم، حيث
قال بريان جريم، كبير الباحثين في مشروع منتدى "بيو"،: "عموما، فإن العدد
أكبر مما توقعته سابقا.. فالأرقام التقديرية السابقة كانت تتراوح بين مليار
و1.8 مليار مسلم". ويقول آلان
كوبرمان، المدير المساعد في المنتدى: "هناك دول لم نعتقد أنها إسلامية على
الإطلاق، وتبين أنها تتضمن عددا كبيرا من المسلمين مثل الهند وروسيا
والصين". وأشار
إلى أن كثيرا من الناس يعتقدون أن المسلمين في أوروبا غالبيتهم من
المهاجرين، وهذا ينطبق فقط على أوروبا الغربية، في حين أنهم في مناطق
أوروبية أخرى -مثل روسيا وألبانيا وكوسوفا- هم من السكان الأصليين، موضحا
أن "أكثر من نصف المسلمين في أوروبا هم من السكان الأصليين".
[b][b]من
جهة ثانية كانت صحيفة "صنداي تليجراف" البريطانية قد توقعت أن تصل نسبة
المسلمين في دول الاتحاد الأوروبي إلى 20% بحلول عام 2050، مستندة إلى
معطيات أبرزها الهجرة المستمرة، وانخفاض نسبة المواليد بين سكان أوروبا
الأصليين. وقد نشرت الصحيفة
تحقيقًا لها في عدد سابق في شهر اغسطس الماضي نقلت فيه عن خبراء ومحللين
تأكيداتهم أن نسبة المسلمين في دول الاتحاد الأوروبي، البالغ عددها 27
دولة، ستصل إلى 20% بحلول عام 2050، في حين أن النسبة الرسمية في عام 2008
لم تتجاوز 5%.
وعن الدول
المتوقع أن تحظى بالنسبة الأكبر بين دول الاتحاد، توقع الخبراء أن تكون كلا
من بريطانيا وإسبانيا وهولندا؛ حيث إن المسلمين بها في نمو ملحوظ،
ويندمجون بسرعة قوية رغم الضغوط أو المضايقات التي قد يتعرضون لها. وفي
بلجيكا، أظهر التحقيق أن أهم وأكثر الأسماء انتشارًا على الإطلاق: محمد
وآدم وريان وأيوب ومهدي وأمين وحمزة، وكلها أسماء إسلامية، كما دلل التحقيق
بانتشار المساجد والجمعيات الخيرية الإسلامية والحجاب بكثرة في عدد من دول
الاتحاد على توسع رقعة الإسلام وزيادة أعداد المسلمين. الى
ذلك توقع خبير بلجيكي في علم الاجتماع والإحصاء أن يشكل المسلمون غالبية
سكان العاصمة البلجيكية بروكسل، خلال ال20 سنة القادمة إذا تواصلت وتيرة
الهجرة ومعدل المواليد في صفوف سكانها من أصول مسلمة. توقعات
الخبير وغيرها من التصريحات والاستطلاعات التي تتحدث عن تزايد أعداد
المسلمين في أوروبا تستغلها العديد من المنظمات اليمينية؛ للتخويف من
الإسلام والخطر الديمجرافي للمسلمين.