ســر العبوديــــة
■ قال صلـ الله عليه وسلم ـى :
[[ أخوف ما أخـاف علـى أمتـي الشـركـ الأصغر]] ،،
فمـن أعظـم مداخـل الشيطان على أهـل الخيــر هـو:
العجب بالعمل والمن على الله به والفخر بهذا العمل،، قال تعالى
[[ ولاتمنن تستكثر ]]
فإياك أن تستكثر نصحك لعباد الله ورفع راية التوحيد،
فالله الذي هداك،،،
والله الذي أكرمك،،،
ووفقك وحرم غيرك،،
فكيف تمنن على الله وتستكثر عملك الصالح؟
وربما بلغ بالبعض الغرور أن يصل إلى أن يشعر أن لا أحد عمل عمله..
■ قال ابن القيم:
[[ إذا أراد الله بعبده خيرا" ابتلاه ببليه تكسر رقبته وتشعره
بضعفه وأن الخير منه وإليه سبحانه..
(ومابكم من نعمه فمن الله)
ولن يدخل أحد منكم الجنة بعمله...
وإذا أراد به شرا" تركه بعجبه وغروره حتى يبلغ القمه ثم
يسقطه على أم رأسه
]]
وهذا الذي قصم ظهور أهل الصلاح،،
كانوا يخافون من ذنوبهم..
كانوا يخافون من سوء الخاتمه،،،
[ إن الله إذا أراد بعبد خيرا" ، سلب رؤية أعماله الحسنة من قلبه ،
والإخبار بها من لسانه ، وشغله برؤية ذنبه ، فلا يزال نصب عينيه
حتى يدخل الجنة.]
(ابن القيم –طريق الهجرتين 270)
■ قال تعالى:
[[ يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلــــب سليــــم ]]
فصلاح القلب يقتضى له أمر بالغ في الأهمية ولكن يجهله
كثير من الناس ألا وهو:
سـلامـة القـلـب من الحقـد والحسـد والغـل والكبـر والعجـب
والتعـالي علـى عـباد اللــــه،،،
■ ■ ■ ■ ■ ■ ■ ■ ■ ■
■ قــــارن بيــــن الحالــــتين؟
في معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
{ أن الصحابه سألوا الرسول: يارسول الله إن فلانه تصـوم
النهــار وتقـوم الليــل لكنــــها تــؤذي جيرانهــا بلســانـــها،،
فقــــال صلـ الله عليه وسلم ـى :
لاخيـر فيها هـي في النــــار،،،
ثم قالوا: وإن فلانة تصــــلي الصلــــوات الخمــــس وتصوم رمضان وتتصدق
،لكنــــها لاتــــؤذي جيــــرانها.. فقال: هــي في الجنـة...
هذا هو سر العبودية:
الإخــــلاص مع سلامــة الصدر والبعــــد عن ظــــلم النفس والنــــاس،،،
وحال بعض الناس تراه من رواد المساجد ولكنــــه عاق لوالدية وقاطع
رحمه ومؤذي جيرانه..
فهذا حاله كحال رجل يبني دار عظيمة من جانب
ويهدمها من جانب آخر!!!
وهــــذا هــــو الإفــــلاس الذي ليــس بعـده إفـلاس،،
قال رسول الله في ما معناه(أتدرون ما المفلــــس؟؟
قالــــوا: المفلــس فينـا من لا درهـم عنده ولامتــــاع ،،
فقال: إن المفلس مـن أمتـي من يأتي يوم القيامة بصلاة
وصـيام وزكـاة ولكــــن يأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأخذ مال هذا
،فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته... الحديث)
فهذا لم ينفعه لاصلاته ولازكاته.وقد قال سفيان الثوري
( إن لقيــت اللـه بـ70 ذنـب فيـما بينـك وبيـن الله فهــو أيسـر
عليـك أن تلقــاه بذنب واحــد فيمــــا بينــك وبيـن النـــاس)
لأن حقوق اللـه مبنيه علـى المسامحه والمساهلـه ولأنك
لو عصيت الله فيمـا بينك وبينه وتبت وندمت واستغفرت فإن
الله غفور رحيم ويفرح بتوبة العبد بل ويبـدل سيئــاتك حسناتـ ...
لكــــن إذا عصيـت اللــه بظلــم عبــد من عبـاده أو ظلمته في
عرضـه ومالــه فـإن توبـتك من هــذا الذنـب لاتقبــــل [ إلا ]
بإستسماحه وإسترضائــه ورد حقـه إليـه،،،،
■ ■ ■ ■ ■ ■
■■ سبــب تفاضــل العبــاد ■■
ليس التفاضل بقيام الليل وصيام النهار..!!
وليس التفاضل بالمظهر من تقصير الثوب وإعفاء اللحيه.. !!
لكــن التفاضــل الأكبــر والأعظـم بقـدر مـا وقر في القلــــبـ مـن الإخـلاص،
وصـدق النيـة ،وسـلامة القلـب من الحقـد ...
فـإن فســد القلـب فلـن تنفعــك هذه المظـاهـر،،!!
فكلنــا نشـكو مـن ضعـف إيماننــا وتقصـيرنا في حـق عبـاد اللــه،،
وقد قيــل (( أكثـر ماينـزع الإيمـان من القلـب : ظلــم الخلــق،))ــ
فإذا كنـــت تشـكو من قسـوة قلبكـ فأنظـر في طريقـة تعاملــك مــع أهلـك
وأقاربـك وأصدقائـك وجيـرانـك،،، هل تتقـي اللـه فيـهم أم لا،،؟
■ ■ ■ ■ ■ ■
■ أفضــــل الأعمــال إلـى اللـه عــز وجـلـ:
قال رسول الله([ مامن شئ أثقل في مـيـزان المـؤمـن
يـوم القيامـة مـن حسـن الخلـق ])
فحسـن الخلـق والإحـسان إلـى النـاس مـن أفضـل وأثـقـل مايـوضـع
في ميـزان العبـد المؤمـن بعـد التوحيـد
وقد قال صلى الله عليه وسلمـ:[(خـير الناس أنفعهـم للناس])
■ يا غالــــي:
تريد أن تعرف منزلتك عند اللـه ؟!!!
فأنظـر مـاذا قـدمـت للديـن ...
وماذا قدمت لعبـاد اللـه من علـم ومن صـدقة
ومن منفعه وكـذلـك حتــــى بمشاعــرك ومعايشتهــم
لآلامهم ومشاركتهم بعواطفـك وحـرصـك علـى إسعـادهـم
قال رسول اللـه في ما معناه:
[(ولإن أمشي مع أخ لي في حاجة أحـب إلي من أن أعتكـف في هذا المسجـد شـهر،)أوكما قال،
والمسجد أي مسجده صلى الله عليه وسلم ..
سواء أقضيت الحاجه لأخيك أم لم تقضيها،،
المهم أنك سعيت مع أخيك وبذلت جهودك،،،
فهــــذا أفضـل وأحـب عمـل إلـى اللـه ...
و هذا إن دل على شئ دل على عظـم وشنـاعـة ظلـم النـاس..!!
■ ■ ■ ■ ■
■ ســــلامة الصـدر مـن الآفات مثل:
الحسـد والغـل والحقـد واستصغـار النـاس،،
قال تعالـى في إبراهيـم{ إذ جاء ربـه بقلـب سليـم }
فهذا هو سبب النجاح والفوز يوم
(لاينفع مـال ولابنـون إلا مـن أتـى اللـه بقلـب سليــم}
إذا أردت معـنـى القلـب السليـم أي:يــكون قلبـك سليـم
وخـال من: الشـك والشبهـه والزيـغ والنفـاق والحسـد والعجب
( أي تكون معجب بأعمالك وتمتنها على الله)والعياذ باللـه فالقلـب
السليم الـذي لا يحمـل هذهـ الصفـات يكون فـي جنة معجلـة في
الدنيـا كـما قـاله ابن القيــمـ،،،
فيجب علينا أن نتعوذ من الحسد قال رسول الله
{(مايزال الناس بخيـر مالـم يتحاسـدوا) ...
وقال (دب إليكـم داء الأمـم قبلكـم الحسـد والبغضـاء،ألا وهي الحالقـة لا أقـول تحلـق الشعـر لكـن تحلـق الديـن) أي تضعفـه،،،
■ وانظر إلى هذا السؤال ما أعظمه ، عندمـا سأل أحد الصحابه
الرسول فقالـ:أي النـاس خـير؟! فقـالـ: كل مخموم القلب صدوق اللسـان
.... قالوا :صدوق اللسـان نعرفـهـا، فــما مخمـوم القلـب؟ قــال: مخمـوم
القلبـ هو التقـي النقـي لا إثـم فيه ولا بغـي ولا غل ولا حسـد))
■ ■ ■ ■ ■ ■
■مسألة مهمــــــــه!!!
ذكر الشيـخ الفوزان ـ حفظنا الله وإياه ـ مسألتيـن
لها صله بسـر العبـوديـة وهـي:
1ـ تكثيـر النيــات لتتضاعف الحسنــات/
فقال: لا تكـاد تـوجد طاعـة إلا ويمكـن أن ينـوي بها العبد
نيـات كثـيرة: مثلا" حضورك للمحاضـره تنوي به مايلـي:
1_التفقه في الدين والدعوة إلى الله،،
2_ تنوي به تبليغ العلم الذي تعلمته،،
3_ تنوي به أن تتعرف على أهل الخير والصلاح،،
4_تنوي بحضورك أن تأمر بمعروف وتنهى عن منكر،،
5_تنوي كذلك أن تحصل على أجر الجلوس بالمسجد،
6_تنوي إنتظار الصلاة،كماقال رسول الله في إنتظار الصلاة(ذلكم الرباط)
7_تنوي بحضورك أن تصلي على النبي كلما ورد ذكره بأبي هو وأمي
نيــــاااااات عظيمــــة تحصلهــــا بطاعــــه واااااااحده!! وهذا من
فضل ربي وكرمه،، وقل مثل ذلك إذا ذهبت للسوق:
فتكون نيتك :
1_ أن تغني نفسك عن سؤال الناس
2_وأن تطلب الرزق لأن الله قال(وكلوا من رزقه)
3_وتنوي كذلك أن تغني نفسك بالحلال عن الحرام،،
4_وكذلك تنوي عند ذهابك أن تذكر الله وتسبحه وأنت بالطريق،،
5_ كذلك تنوي أنك إذا رأيت منكر أنكرته ...
فتنبهــــوا لهــذه المسأله ولا تغفلـوا عنهـا،، وبهذا يتفاوت
بها أهــــل الإيمان،،
2_ من المسائــــل المهمــة التـي يحـرم كثيـر من المسلميــن
خيرهـا وبركتها* هي:
النيـة الصالحة إذا استصحبت في حياة الإنسان، حـــولت حياتــــه
كلها إلى طاعات وعبادات وقربات لله،، وهذا واجب على كل مسلم..
ألسنا نقرأ قوله تعالى (وما خلقـت الجـن والإنـس إلا ليعبـدون)
فحياتك يجب أن تكون عبادة لربك ،فلو كانت العبادة هي الأشيـاء
المفروضـة فكم تستغرق من حياتك؟
سوف تستغرق من حياتك ربع العشر ،
إذا" :
والبقية من حياتكـ لمن تصرفها؟!
فكيف تستطيع أن تجعل حياتـك كلهــــا عبــــادة للــــه
وطاعــــه لـه سبحانـه؟!!!
ا
لجـوابـ: إنها بالنيــــة التــي هـي سـر العبــوديـة،، وكذلك حتى
موتك ليكون للـــه،!! قال تعالى (قـل إن صـلاتي ونسكـي ومحياي
وممـاتي للـه رب العالمين لاشريك لـه وبذلك أمـرت وأنا أول المسلمين)
نفهـم من هـذه الآيـه أن حياتك وحتى ممـاتك يجب أن يكـون
للـه،، وذلك عن طريق النيـة
■ ■ ■ ■ ■ ■ ■ ■
والعمل في حيــاتك يكـون على شرطيـن:
1_النيــــة،،
2_ أن يـكون هـذا العمـل دائر بيـن المشـروع والمبـاح،
أي لايتعـداه إلى الحـرام'' فيصبح عملك سواء من أكل
أو شرب أو نوم أو سعي في الأرض أو لعب أو مرح
يصبح عبــــادة تقــــربك إلــــى اللــــه إذا كانت نيتــــك
خالصــــة لوجــــه اللــــه،،
وهـذا معنى قولـه تعالـى(وما خلقت الجـن والإنـس إلا ليعبـدونـ)
■ بإختصار:
ســـــر العبوديـــــة هو :
الإخلاص الذي يكون بنية خالصة لوجه الله
أسأل الله أن يوفقنا جميعا" لمرضاته . وأن يرزقنا الإخلاص..
ملخص محاضرة :
■ ســــر العبــــوديــــة،،
■/ للشيخ:عبدالعزيز الفوزان..
منقول
للفائده